شخصية الامام محمد الجواد
صفحة 1 من اصل 1
شخصية الامام محمد الجواد
لكي نعرف شخصية انسان مفكر لابد من معرفة نشاته
الامام الجواد
أبوه الإمام علي الرضا ابن الإمام موسى بن جعفر ابن الإمام محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام
وغمرت الإمام الرضا عليه السلام موجات من الأفراح والسرور بوليده المبارك ، وطفق يقول :« قد وُلِد لي شبيه موسى بن عمران فالق البحار ، وشبيه عيسى بن مريم ، قُدست أمّ ولدته ... »
والتفت عليه السلام إلى أصحابه فبشّرهم بمولوده قائلاً :
( إنّ الله قد وهب لي من يرثني ، ويرث آل داود ... ) (1).
وقد عرفهم بأنه الإمام من بعده .. وقد استقبل الإمام الرضا الوليد العظيم بمزيد من الغبطة ؛ لأنه المنتظر للقيادة الروحية
انطباعات عن شخصيّته :
قال الذهبي : « كان محمد يلقّب بالجواد ، وبالقانع ، والمرتضى ، وكان من سروات آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم .. وكان أحد الموصوفين بالسخاء فلذلك لقّب بالجواد .. » (2).
قال ابن الجوزي :
قال السبط بن الجوزي : « محمد الجواد كان على منهاج أبيه في العلم والتقى والجود » (3 ).
قال خير الدين الزركلي : « محمد بن الرضي بن موسى الكاظم ، الطالبي ، الهاشمي ، القرشي ، أبو جعفر ، الملقّب بالجواد ، تاسع الأئمة الاثني عشر عند الإمامية كان رفيع القدر كأسلافه ذكياً ، طليق اللسان ، قويّ البديهة .. » ( 4).
قد اشتهر عند الخاصة والعامة جود الإمام الجواد، بل لكثرة عطائه وسخائه قالوا أنه لقب بالجواد عليه السلام في حياته، ولقّب بـ (باب المراد) بعد وفاته لشدة قضاء الحوائج عند التماس قبره الشريف.
وكان الإمام الجواد عليه السلام لا يخرج من البيت إلا ويحمل معه المال والذهب والفضة فلا يسأله أحد إلا أعطاه بغض النظر عن الموالي وغيره والعدو والصديق، فعطاء الأئمة لا يعرف الحدود، ولا تقف الحواجز القومية والمذهبية أمامه أبداً، فهم سادة الكرم وأصوله ومعدنه وفرعه ومنتهاه.
كلمات من نور الإمام الجواد عليه السلام :
أن لله عباداً يخصهم بدوام النعم فلا تزال فيهم ما بذلوها، فإن منعوها نزعها الله عنهم وحولها إلى غيرهم.
الجمال في اللسان والكمال في العقل.
إظهار الشيء قبل أن يستحكم مفسدة له.
العلماء غرباء لكثرة الجهال بينهم.
تميز الامام الجواد عليه السلام بأنه تولى مسؤولية الامامة بعد استشهاد ابيه الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام على يد المأمون العباسي، وهو لم يتجاوز 8 سنوات من عمره الشريف كما انه استشهد، وهو مايزال في ريعان الشباب ايضا حيث لم يتجاوز عمره الشريف 25 عاما.
على الصعيد العلمي:
هيأ المأمون للمناظرات بين الإمام الجواد عليه السلام وبين قاضي قضاة الدولة العباسية يحيى بن أكثم المعين من قبله والمقرب منه بحضور حشد كبير من الفقهاء والعلماء والامراء والوجهاء، في صالة كبرى بقصره في بغداد وطلب المأمون من ابن اكثم اعداد سؤال يعجز عنه جميع الفقهاء والعلماء فضلا عن صبي لم يتجاوز عمره الشريف 9 اعوام حيث قال «اطرح على أبي جعفر محمد بن الرضا عليه السلام مسألة تقطعه فيها» وقد فكر يحيى بن اكثم كثيرا قبل فترة طويلة حيث كان يعد نفسه للمناظرة التي أمل فيها ان يقترب من الخليفة بعد اظهار عجز الامام عن الجواب امام الملأ العام.
وحان موعد المناظرة والنقاش بحضور زعماء القوم وعليه الاشراف والوجهاء فسأل يحيى الامام الجواد عليه السلام: ما تقول جعلت فداك في محرم قتل صيدا؟.
فتبسم الامام عليه السلام بالرد عليه في ان هذا السؤال ناقص وينبغي اكماله فتلجلج لسان ابن اكثم فاوضح الامام السؤال وأكمله:
"هل قتله في حل أو حرم، عالما كان المحرم أو جاهلاً، قتله عمداً أو خطأً، حراً كان المحرم أو عبداً، صغيراً كان أو كبيراً، مبتدئاً بالقتل أو معيداً، من ذوات الطير كان الصيد أم من غيرها، من صغار الصيد أم من كبارها، مصراً على ما فعل أو نادماً، في الليل كان قتله للصيد أم في النهار، محرماً كان بالعمرة إذ قتله أو بالحج كان محرماً؟".
فتحير يحيى بن أكثم وبان في وجهه العجز والانقطاع ولجلج حتى انكشف فشله واحباطه امام كبار القوم والعلماء.
ثم شرح الإمام عليه السلام بعد ذلك تفصيل هذه المسائل قائلاً:
"إن المحرم إذا قتل صيداً في الحل وكان الصيد من ذوات الطير، وكان من كبارها، فعليه شاة، فان أصابه في الحرم فعليه الجزاء مضاعفاً، وإذا قتل فرخاً في الحل فعليه حمل قد فطم من اللبن، وإذا قتله في الحرم فعليه الحمل وقيمة الفرخ، فإذا كان من الوحش وكان حمار وحش فعليه بقرة ، وإن كان ظبياً فعليه شاة، وإن كان قتل شيئاً من ذلك في الحرم فعليه الجزاء مضاعفاً هدياً بالغ الكعبة.
وإذا أصاب المحرم ما يجب عليه الهدي فيه، وكان إحرامه بالحج نحره بمنى، وإن كان إحرامه بالعمرة نحره بمكة، وجزاء الصيد على العالم والجاهل سواء وفي العمد عليه المأثم وهو موضوع عنه في الخطاء، والكفارة على الحر في نفسه، وعلى السيد في عبده، والصغير لا كفارة عليه، وهي على الكبير واجبة والنادم يسقط ندمه عنه عقاب الاخرة والمصر يجب عليه العقاب في الاخرة".
وكان من اثار هذه المناظرات أن انتشر فكر اهل البيت عليهم السلام وشاع وبانت قوته ومتانته وعلوّه،
-الفهرست
1. بحار الأنوار : ج ١٢ ، ص ١٠٣.
2. تاريخ الإسلام : ج٨ ، ورقة ١٥٨
3. تذكرة الخواص : ص ٣٢١.
4. الأعلام : ج ٧ ص ١٥٥.
الامام الجواد
أبوه الإمام علي الرضا ابن الإمام موسى بن جعفر ابن الإمام محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام
وغمرت الإمام الرضا عليه السلام موجات من الأفراح والسرور بوليده المبارك ، وطفق يقول :« قد وُلِد لي شبيه موسى بن عمران فالق البحار ، وشبيه عيسى بن مريم ، قُدست أمّ ولدته ... »
والتفت عليه السلام إلى أصحابه فبشّرهم بمولوده قائلاً :
( إنّ الله قد وهب لي من يرثني ، ويرث آل داود ... ) (1).
وقد عرفهم بأنه الإمام من بعده .. وقد استقبل الإمام الرضا الوليد العظيم بمزيد من الغبطة ؛ لأنه المنتظر للقيادة الروحية
انطباعات عن شخصيّته :
قال الذهبي : « كان محمد يلقّب بالجواد ، وبالقانع ، والمرتضى ، وكان من سروات آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم .. وكان أحد الموصوفين بالسخاء فلذلك لقّب بالجواد .. » (2).
قال ابن الجوزي :
قال السبط بن الجوزي : « محمد الجواد كان على منهاج أبيه في العلم والتقى والجود » (3 ).
قال خير الدين الزركلي : « محمد بن الرضي بن موسى الكاظم ، الطالبي ، الهاشمي ، القرشي ، أبو جعفر ، الملقّب بالجواد ، تاسع الأئمة الاثني عشر عند الإمامية كان رفيع القدر كأسلافه ذكياً ، طليق اللسان ، قويّ البديهة .. » ( 4).
قد اشتهر عند الخاصة والعامة جود الإمام الجواد، بل لكثرة عطائه وسخائه قالوا أنه لقب بالجواد عليه السلام في حياته، ولقّب بـ (باب المراد) بعد وفاته لشدة قضاء الحوائج عند التماس قبره الشريف.
وكان الإمام الجواد عليه السلام لا يخرج من البيت إلا ويحمل معه المال والذهب والفضة فلا يسأله أحد إلا أعطاه بغض النظر عن الموالي وغيره والعدو والصديق، فعطاء الأئمة لا يعرف الحدود، ولا تقف الحواجز القومية والمذهبية أمامه أبداً، فهم سادة الكرم وأصوله ومعدنه وفرعه ومنتهاه.
كلمات من نور الإمام الجواد عليه السلام :
أن لله عباداً يخصهم بدوام النعم فلا تزال فيهم ما بذلوها، فإن منعوها نزعها الله عنهم وحولها إلى غيرهم.
الجمال في اللسان والكمال في العقل.
إظهار الشيء قبل أن يستحكم مفسدة له.
العلماء غرباء لكثرة الجهال بينهم.
تميز الامام الجواد عليه السلام بأنه تولى مسؤولية الامامة بعد استشهاد ابيه الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام على يد المأمون العباسي، وهو لم يتجاوز 8 سنوات من عمره الشريف كما انه استشهد، وهو مايزال في ريعان الشباب ايضا حيث لم يتجاوز عمره الشريف 25 عاما.
على الصعيد العلمي:
هيأ المأمون للمناظرات بين الإمام الجواد عليه السلام وبين قاضي قضاة الدولة العباسية يحيى بن أكثم المعين من قبله والمقرب منه بحضور حشد كبير من الفقهاء والعلماء والامراء والوجهاء، في صالة كبرى بقصره في بغداد وطلب المأمون من ابن اكثم اعداد سؤال يعجز عنه جميع الفقهاء والعلماء فضلا عن صبي لم يتجاوز عمره الشريف 9 اعوام حيث قال «اطرح على أبي جعفر محمد بن الرضا عليه السلام مسألة تقطعه فيها» وقد فكر يحيى بن اكثم كثيرا قبل فترة طويلة حيث كان يعد نفسه للمناظرة التي أمل فيها ان يقترب من الخليفة بعد اظهار عجز الامام عن الجواب امام الملأ العام.
وحان موعد المناظرة والنقاش بحضور زعماء القوم وعليه الاشراف والوجهاء فسأل يحيى الامام الجواد عليه السلام: ما تقول جعلت فداك في محرم قتل صيدا؟.
فتبسم الامام عليه السلام بالرد عليه في ان هذا السؤال ناقص وينبغي اكماله فتلجلج لسان ابن اكثم فاوضح الامام السؤال وأكمله:
"هل قتله في حل أو حرم، عالما كان المحرم أو جاهلاً، قتله عمداً أو خطأً، حراً كان المحرم أو عبداً، صغيراً كان أو كبيراً، مبتدئاً بالقتل أو معيداً، من ذوات الطير كان الصيد أم من غيرها، من صغار الصيد أم من كبارها، مصراً على ما فعل أو نادماً، في الليل كان قتله للصيد أم في النهار، محرماً كان بالعمرة إذ قتله أو بالحج كان محرماً؟".
فتحير يحيى بن أكثم وبان في وجهه العجز والانقطاع ولجلج حتى انكشف فشله واحباطه امام كبار القوم والعلماء.
ثم شرح الإمام عليه السلام بعد ذلك تفصيل هذه المسائل قائلاً:
"إن المحرم إذا قتل صيداً في الحل وكان الصيد من ذوات الطير، وكان من كبارها، فعليه شاة، فان أصابه في الحرم فعليه الجزاء مضاعفاً، وإذا قتل فرخاً في الحل فعليه حمل قد فطم من اللبن، وإذا قتله في الحرم فعليه الحمل وقيمة الفرخ، فإذا كان من الوحش وكان حمار وحش فعليه بقرة ، وإن كان ظبياً فعليه شاة، وإن كان قتل شيئاً من ذلك في الحرم فعليه الجزاء مضاعفاً هدياً بالغ الكعبة.
وإذا أصاب المحرم ما يجب عليه الهدي فيه، وكان إحرامه بالحج نحره بمنى، وإن كان إحرامه بالعمرة نحره بمكة، وجزاء الصيد على العالم والجاهل سواء وفي العمد عليه المأثم وهو موضوع عنه في الخطاء، والكفارة على الحر في نفسه، وعلى السيد في عبده، والصغير لا كفارة عليه، وهي على الكبير واجبة والنادم يسقط ندمه عنه عقاب الاخرة والمصر يجب عليه العقاب في الاخرة".
وكان من اثار هذه المناظرات أن انتشر فكر اهل البيت عليهم السلام وشاع وبانت قوته ومتانته وعلوّه،
-الفهرست
1. بحار الأنوار : ج ١٢ ، ص ١٠٣.
2. تاريخ الإسلام : ج٨ ، ورقة ١٥٨
3. تذكرة الخواص : ص ٣٢١.
4. الأعلام : ج ٧ ص ١٥٥.
وفاء كاظم- عدد المساهمات : 32
تاريخ التسجيل : 28/03/2017
مواضيع مماثلة
» ولادة الامام محمد الجواد عليه السلام
» شخصية الامام علي عليه السلام
» ولادة الامام الجواد ( عليه السلام )
» ولادة الامام الجواد ( عليه السلام )
» ذكرى استشهاد السيد محمد ابن الامام الهادي ( سبع الدجيل )
» شخصية الامام علي عليه السلام
» ولادة الامام الجواد ( عليه السلام )
» ولادة الامام الجواد ( عليه السلام )
» ذكرى استشهاد السيد محمد ابن الامام الهادي ( سبع الدجيل )
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى